الآفات تهدد أشجار المانجو والنخيل في الفجيرة والمزارعون يطالبون بالحل

اليوم أصبح غالب الرجال في الفجيرة، متعبين ومتألمين من حال مزارعهم، خاصة وهم يشاهدون ثمرة جهودهم التي بذلت على مر السنين، تذهب هباء دون أن ترمش عين لأحد المسؤولين عن حال الزراعة ومايحدث لها في المنطقة الشرقية والإمارات الشمالية، هذا ما ذكره عبدالله مصبح وعلي محمد من مزارعي الفجيرة، اللذين توارثا مهنة الزراعة عن الآباء الذين توارثوا مزارع مليئة بالأشجار المعمرة من النخيل والمانجو،

موزة خميس (دبي) – تعد كل شجرة بمثابة طفل أو ولد بالنسبة للمزراعين، لأنها قد تكون ملكا لأحدهم بالوراثة، وذلك يعني أن تلك الأشجار لم تكن لتصل إلى الورثة وهي في أوج نضجها وينعها وطرحها لثمار نموذجية، إلا بجهد كبير وعمل تطلب تغذيتها بأفضل المواد التي كانت عضوية وخالية من كل الملوثات.

مانجو لذيذة

 ويكمل عبدالله أن الإنتاج كان لنفسه ولمن هم في الجوار وأن بقي شيء يحمله في الصباح الباكر الى السوق، وكانت هناك ثمرة لذلك الجهد من المردود المالي، إلى جانب أن المزارع لم تكن تشكو من أية آفات، لكن بعد دخول بعض كميات من الأسمدة إلى الدولة، عندما كان شابا صغيرا وذلك في نهاية السبعينيات أو بداية الثمانينيات، دخلت الثعابين والسوسة الحمراء والعناكب، وغيهم من الحشرات الضارة.

ويضيف عبدالله: الإمارات اشتهرت منذ عهد بعيد بزراعة المانجو، وكانت الفجيرة ورأس الخيمة من أهم الإمارات التي حظيت برحلات صيفية، تكبد أصحابها مشاق السفر في وقت لم تتوافر فيه أية مركبات، ليصلوا إلى المصايف التي يجدون بها ألذ أنواع المانجو، التي تجمع الطعم الحلو مع لسعة خفيفة من الحموضة، وقد كان الأجداد يبكون صدقا إن ماتت شجرة واحدة، بعد أن تكبدوا رعايتها لعشر سنوات أو أكثر لتطرح ثمارها، فما الذي يمكن ان يحدث لأي مزارع في أي مكان في العالم إن وجد نفسه يودع في كل كل عام مئات الأشجار نتيجة عدم توافر الماء على جانب كثرة الآفات التي لم يوجد لها حل.

قرارات حاسمة

ومن جانبه يقول علي محمد إن الدولة حين شجعت على الزراعة من أجل وضع اللبنة الأساسية للحركة الزراعية، كانت قد كفلت لكل مزارع مهما كان حجم مزرعته كل ما يعينه على الاستمرار في الزراعة.

ولكن منذ أن انتهى ماكان يسمى بوزارة الزراعة والثروة السـمكية، لم تعد الدولة تقدم للمزارع الخدمات التي يجب أن يحصل عليها، من دعم في السماد والبذور والمكائن التي تخدم الآبار والبيوت البلاستيك والأدوات، حيث كان المزارع يدفع نصف الثمن.

وكان أهل الامارات يأتون من كل إمارة ليستمتعوا بالرطب عندما يقطف في آوانه من النخل، وكانت تلك الأشجار قد تم زراعتها منذ عهد ماقبل الاتحاد، وأنه لشيء مؤلم أن لا يجد المزارع من يهرع لنجدة تلك الثروة التي كانت فخرا للإمارات، لأن موت نخلة ليس خسارة للمزارع بقدر ماهو خسارة للإمارات كدولة.

ويوضح أن كل المزارعين يجمعون على حاجتهم لقرارات حاسمة تقضي على كل أنواع الآفات، لأن تجار السموم يهمهم في المقام الأول بيع منتجاتهم، ورغم أنها غالية الثمن إلا أنها لم تأت بالنتائج المطلوبة، والدليل أن الإمارات تكابد زراعيا منذ مستهل الثمانينيات للقضاء على تلك الآفات، والكل يتساءل لماذا تستمر الآفات في البقاء طوال كل تلك السنين؟, وأيضا لماذا لا تقام حملة لحماية الأشجار المعمرة والمثمرة على نفقة الحكومة بالتعاون مع الجهات المعنية بالبيئة؟، لإنقاذ ثروتها التي بدأت تموت.

الزراعة زمان

ويعود عبدالله للحديث قائلا إنهم أينما ذهبوا يلتقون بشخصيات تتحدث عن الزراعة، وكيف ورثوا المزارع منذ قديم الزمان، ويتذكرون تاريخ الزراعة البسيط، الذي لم يكن يدر الكثير على أصحابه قبل الاتحاد. لكن هذا الإنتاج كان لا يتسبب في خسائر للمزارعين، ويذكرون أنهم لم يشهدوا تلك الكميات من الآفات التي فتكت بالمانجو والنخيل، وأن تلك الأشجار لم تتعرض للتلف والموت بسبب الحشرات او شح المياه، وأن المزارع الوحيدة التي كانت تموت، تلك التي يموت صاحبها وليس لدية ورثة.

اليوم تمر السنوات وإنتاج النخيل والمانجو لايزال يتعرض للتجاهل ولا أحد يحرك ساكنا لوضع حد نهائي لمشاكل الزراعة أو توفير احتياجات المزارع، مثل المرشد الزراعي المتخصص الذي يمكن أن يكون عونا في توفير الإرشادات التي تحافظ على ما بقي من أشجار، وعلى حب الرجل المزارع للمهنة التي توارثها.

المصدر : الاتحاد 31 يناير 2011

Related posts